ثلاثية ريفوبليكا

وهنا نحن أمام تحفة أدبية كبيرة عن حدث عظيم، مهر مستقبل شعب كامل باختتامهم، والذي لا تزال آثاره بادية على ملامحه حتى يومنا هذا.
تحفة يكتبها روائي كبير، وبقدر ما فيها من شغف، فيها من السرد الدقيق والشديد التركيز. سرد كريم بعوالم متنوعة وغنية ومتيقظة، ومتوازنة بمقدار الحاجة الروائية من أحداث وشخصيات وأزمنة، وبمقدار الحاجة الأدبية والشرعية التي حققها كله يوسف فاضل في هذه الثلاثية.

يأتي هاتفٌ يخبر عائلة "بن صالح" أنهم عثروا على جسد "ميسور"، فيذهبون للقاءه لكنهم لن يجدوه، ولن تكون هذه المرة الأولى!
وستُدفن روزنزة بين قبرين، كلاهما لـ - ميسور.
أما "بن صالح" الذي شارك في انتفاضة 1958-1959، فينتظر أن يستعيد الأراضي التي صادرها الدولة بعد الانتفاضة. لكنه بعد التحركات الشعبية في عدة بلدان عربية، صار يرى في منامه أن أشخاصًا ينتظرونه ليقود الانتفاضة الجديدة، إلى أن داهم الفيضان ضيعته.
المحامي الذي هرب بعد صفقة مع الشرطي "عمر".
سليمان الذي يسعى لتجهيز بيت للزواج من صفاء.
وعبد المالك الذي سيتحول إلى صحفي شامل بسبب سلوك رئيسه في العمل.

أحداث كثيرة لاحقها القارئ لآهاتها، ومتوتّرًا، كأنه مشدود على حبل أو سكين، يسابق الزمن لمعرفة النهايات التي يبدو أنها جميعها تقع على نحو غريب ومفاجئ.