
الفسيفسائي
هذه رواية تخطفك إلى عالمها من المطلع، ثم تنساب بك في ثنايا السرد وتفرعاته.
تبدأ بحكاية محقق يقرأ رواية عثر فيها أخيرًا على شيء منه.
تخالها رواية بوليسية، لكن عيسى ناصري سرعان ما يسحب من فمك الطُّعم، فتجد نفسك أمام روايات مضمنة، ومذكّرات، وتقارير صحفية، وأحلام، وتوهيمات، ورؤى، تسافر بك في رحلة من التشويق عبر ثمانية قرون من وجود الإنسان على الأرض.
تتفرع مسارب السرد، فتحسبها تفرّقًا في صحراء الوجود كالجداول التائهة، حتى تظن أنه لا شيء يجمع بينها، فإذا هي تجتمع تدريجيًا في نهر الحكاية العظيم.
يفرد أمامك الكاتب قطعة فسيفساء جمعها من أمكنة وأزمنة متباعدة، ثم يشرع في ترصيفها قطعة قطعة حتى تتشابك وتتنامى، لتشكّل جسد رواية «الفسيفسائي» ببراعة نادرة.
وحالما تستوي لوحة الفسيفساء، تستيقظ في ذهنك أسئلة حرّى، بعدما كانت ساكنة في ثنايا الحكي:
من أين تنهض الحرّة؟ من الذّاكرة أم من الإرادة؟ أم من تزاوجهما معًا؟
ومن منهما يحدّد الآخر وينحته: الفن أم الوجود؟
أليس ما يبقى من هذه الحياة قطعة فسيفساء تقولها، وتسلّم الباقي إلى النسيان؟
وما النسيان إن لم يكن قطعة فسيفسائك الضائعة، أيها القارئ؟
ملاحظة: تصلكم الكتب خلال يوم إن كنتم من البحرين، وخلال أسبوع لسائر دول الخليج، وأما المنتجات غير الكتب فهي تستغرق مدة أسبوعين لجميع دول الخليج، والمدة تقديرية قابلة للتغيير حسب ظروف الشحن.